السلام عليكم ورحمة الله
امحُ السيئات القديمات بشلال الحسنات الجديدة !
قم إلى الصلاة وامحُ السيئات القديمات بشلال الحسنات الجديدة!
إن الصلاةَ من أول خطوةٍ فيها ، أنها نهر متدفق من الحسنات ،
وقد طمأنك ربك الرحمن الرحيم ، إلى أثر هذه الصلاة ،
ودلك على أروع عمليات غسيل القلب فقال :
( إن الحسنات يذهبن السيئات ) ..
واعلم يا رعاك الله أن في ذلك الغسيل المستمر ، تجديد لقلبك من تقلباته ، وصقل له ليصل إلى حد التلألؤ!
ومن ثم فإنك بإقبالك على هذه الصلاة في وقتها ، وقد جمعت قلبك معها وفيها ،
فإنك في الحقيقة تُعلي فيك إنسانية الإنسان ، حيث تشف فيك الروح ،
حين تصلها بمولاها وفاطرها ، فتتزكى فيك النفس الأمارة شيئا فشيئا ،
وأول الرحلة الطويلة خطوة ثم تتلوها خطوة !
ولذا فإن من أعرض عن هذه الصلاة ، وأدار لها ظهره ، وآثر أن يركع ويسجد في محراب شهوته ،
فلا غرو أنه لن يزيد على أن يكون بهيمة في ثياب إنسان ! وإن زعم وزعم !!
قال تعالى :
( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ) !!
ولله در القائل :
والمرءُ من غيرِ دينٍ ** لم يسوَ في الكون شيئا
وأجلى صور التدين وأروعها وأقواها :
أن تصبح هذه الصلاة هما لازما ، وهاجسا دائما عند المحب لربه جل جلاله !
نعم والله .. من أعرض عن باب الله تعالى ، فلا يسوى شروى نقير !
( .. . فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ) ..
فإذا اتضحت هذه الصورة ،
فأشعر قلبك العزة والغنى ، واملأ رئتيك بالفخر ،
أنك مع الله مقبل عليه ، محب له ، مبادر إلى رحابه ، متصل به من خلال هذه الصلوات ..
في الوقت الذي آثر غيرك أن يكون عبد لشهوات ضرسه وفرجه !
فاختار لنفسه الهوان وهو يحسب أنه سيد الزمان !
وعند ساعة الموت سينقشع الغبار !
*******
منقول