مصع الاصبع مشكلة ليها ابعاد؟

وحتى هذه اللحظة لا يوجد أدنى خطر على صحة الطفل ، وإن كنا ننصح بمحاولة تدريب الطفل على الإقلاع عن هذه العادة، وذلك بوسائل كثيرة، منها مثلا في الشهور الأولى نقوم بمحاولة إخراج الأصبع من الفم ووضع السهاية( التيتينة) محله، كذلك نراجع طريقة تغذية هذا الطفل . فهناك الطفل الذي يتغذى وينمو جيدا إلا أنه لا يأخذ كفايته من الرضاعة، وذلك لأننا نستعمل زجاجة إرضاع ذات حلمات واسعة بحيث ينتهي من الرضاعة في عشر دقائق مثلا، أو إننا نركز في تغذيته على استعمال الملعقة والكوب ولا نستعمل الرضاعة إلا قليلا . وهذا الطفل رغم أنه يشبع جوعه إلا أنه لا يشبع غريزة الامتصاص بدرجة كافية.

والعلاج هنا هو تغيير حلمة الزجاجة بحلمة أضيق، حتى يستوعب الطفل الوجبة في 20-30 دقيقة وإعطائه ( التيتينة) كلما شاهدناه يضع إصبعه في فمه. كذلك عند ظهور هذه العادة، ينبغي السير ببطء في عملية الفطام باستعمال الملعقة والكوب وإطالة فترات التغذية بالرضاعة، وعادة نحصل على نتائج جيدة حيث يتوقف الطفل عن ممارسة هذه العادة في حوالي سن سنتين أو ثلاث.

وفي بعض الحالات القليلة يتعلم الطفل ليس امتصاص الإصبع فقط ولكنه يتعداه إلى مرحلة أكثر خطورة على صحته، وذلك حين يكتشف أنه إذا وضع إصبعه إلى الداخل أكثر فإنه يمكنه استرجاع الطعام من معدته إلى فمه، وبذلك يمكنه إشباع رغبة تذوق اللبن مرة ثانية بعد الرضاعة, وإذا اكتشف الطفل هذه الطريقة فإن اللبن المرتد من المعدة يسيل جزء كبير منه إلى خارج فمه, ونلاحظ هنا أنه رغم تغذيته جيداً إلا أن نموه بطيئا جدا وزيادة وزنه الشهرية طفيفة. ومثل هذا الطفل يجب عرضه على الطبيب فورا، ليتولى علاجه حسب الأصول الطبية .

تسأل الأم إذا استمر طفلها في مص أصبعه إلى سن عامين أو أكثر هل ستتشوه أسنانه؟

فمص الإصبع لا يوثر على شكل الأسنان و لا يشوه منظرها , بل القلة من الأطباء التي ما زالت تؤمن بهذا الرأي يقولون أن هذا التشوه تشوه مؤقت، لأن الأسنان الموجودة في هذا السن هي أسنان لبنية لن تلبث أن تسقط وتُستبدل بأسنان دائمة بعد السادسة, أي أنهم يوافقون أنه لا خوف على الأسنان الدائمة من امتصاص الطفل لإصبعه.
وعندما تطمئن الأم إلى هذا فإنها تسأل سؤالا هاما: لماذا يستمر طفلي في امتصاص إصبعه رغم أنه قد جاوز العام من عمره؟

الواقع ،إن الطفل إذا استمر في هذه العادة بعد السنة الأولى فإنه يجب علينا أن نبحث في طريقة تربيته ومعاملة أسرته له وظروفها. فهذا الطفل لا يرغب في إنهاء مرحلة الرضاعة ويتمسك بها، وعادة ما تكون طريقة العلاج هي إفهام الأهل وإقناعهم بكيفية معاملته وبأنه يجب أن لا يعاقب أو ينهر على مصه لإصبعه رغم أن عمره مثلا خمس سنوات، و كلما وجدوه يمص إصبعه أعطوه لعبة يلهو بها، أو أخذته الأم على رجليها وقصت عليه قصة أو أوجدت له شيئا يلهو به. مثل هذا الطفل سنجد أنه لا يستمر على هذه إلا إذا كان قلقا أو مهزوز الثقة بنفسه وبمركزه في أسرته، فإظهار الحب والحنان له كفيلان بإقلاعه عن هذه العادة. أما إذا اعتبرت الأم مص الإصبع هو معركة تحد بينها وبين طفلها واكتشف الطفل أن هذه العادة كفيلة بجذب انتباه الأم إليه ، بذلك يتمسك بعادته تلك ولا يتركها إلا منهورا باكيا. أما حيلة وضع الإصبع في الجبس أو تثبيت الذراع بجبيرة خشب فليس فيها فائدة كبيرة بل إنها قد تمثل للطفل وسيلة للضغط عليه من الأهل وتؤذي إلى اضطرابات نفسية قد لا يظهر مداها إلا متأخرا.

وتلخيص لما سبق ذكره يمكننا أن نقول:
- إذا ظهرت العادة في الطفل الرضيع فالعلاج هو استعمال ( التيتينة) وزيادة مدة الرضاعة والسير ببطء في استعمال الكوب المعلقة في تغذية الطفل.

- إذا استمرت العادة مع الطفل إلى سن السنتين أو أكثر فيجب دراسة طريقة معاملة الأهل للطفل في المنزل، ومحاولة شغل وقته بأنواع اللعب، واللهو مع أطفال من عمره ، ومحاولة إحاطته بالحنان وإعطائه ثقة في مكانته في المنزل.
- لا توجد أي خطورة على أسنان الطفل اللبنية وبالتالي الدائمة من امتصاص الإصبع.