******************عناية السنة بالنية***************** (1)***
وأما سنة النبي (صلى الله عليه وسلم ) فهي زاخرة بالحديث عن الرياء وأبوابه ، وأنه من الشرك،
بل قد تعرضت لدقائق ذلك ، فصرحت بالحديث عن الشرك الخفي ، وهو من دقائق الرياء كما سيأتي إن شاء الله ذلك عن هذا الموضوع ،
فمن ذلك قوله (صلى الله عليه وسلم ) : ( إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء ، يقول الله يوم القيامة إذا جازى الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم الجزاء ) (1)
.
فإذا علمت أخي خوف النبي ( صلى الله عليه وسلم) على أمته من الشرك الأصغر تبين لك أن الموضوع من الأهمية بمكان وأنه يستحق أن يصرف المسلم له جزءا غير قليل من وقته في مدارسته ليكمل له مقام الإخلاص فيكمل بذا مقام التوحيد بإذن الله عزوجل.
فانظر أخي الحبيب ، إذا كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، قد خاف الرياء على أصحابه الذين هاجروا من أجل الله ونصروا دينه ورسوله ورضي الله عنهم في كتابه ، إذا كان قد خافه على سادات الأولياء ، ورؤوس العباد والزهاد والعلماء ، فكيف بمن لا نسبة له إليهم ، ولا حظ له مع عبادتهم وورعهم ، فمثل هذا ما يبعث في قلب الموحد الخوف الشديد من الرياء نسأل الله السلامة ، وإذا كان هذا الخوف من الشرك الأصغر فكيف بالشرك الأكبر المخرج من الملة ؟! .
******************************
(1 ) صححه الألباني في صحيح الجامع برقم _ 1555_ والصحيحة برقم _951_ .
===============
******************** عناية السنة بالنية **********(2)************
وفي الحديث القدسي الذي يرويه أبو هريرة قال : قال رسول اللهعليه الصلاة والسلام : ( قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) (1) ،
وفي رواية لابن ماجه ( فأنا منه بريء وهو للذي أشرك ) .
قال النووي : " أي أنا غني عن المشاركة وغيرها فمن عمل شيئا لي ولغيري لم أقبله بل أتركه لذلك الغير ، والمراد أن عمل المرائي باطل لا ثواب فيه ويأثم به " (2)
.
فإذا كان الرياء هو الداء الدفين الذي هو أعظم شبكة للشياطين وجب شرح القول في سببه وحقيقته ودرجاته وأقسامه وطرق معالجته والحذر منه ، فإن اللبس إنما يقع إذا ضعف العلم بضد الشيء .
كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية " .
***************************
(1 ) رواه مسلم في كتاب الزهد والرقائق باب 5 ح 46 .
(2 ) شرح مسلم _ 18/90_ .