هل يُؤْجَر قارئ القرآن الذي لا يعرف معنى ما يقرأ؟
سائل يقول: أداوم على قراءة القرآن لكنني لا أفهم معانيه، فهل أُثاب من الله على ذلك؟
القرآن الكريم مبارك كما قال الله -تعالى-: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، فالإنسان مأجور على قراءته سواء أفهم معناه أم لم يفهم، ولكن لا ينبغي للمؤمن أن يقرأ دون أن يسعى لأن يفهم معناه، فالإنسان لو أراد أن يتعلَّم الطب مثلًا ودرس كتب الطب؛ فإنه لا يمكن أن يستفيد منها حتى يفهم معناها وتُشْرَح له، بل هو يحرص كل الحرص على أن يفهم معناها من أجل أن يطبِّقها، فما بالك بكتاب الله -سبحانه وتعالى- الذي هو شفاء لما في الصدور وموعظة للناس أن يقرأه الإنسان بدون تدبر وبدون فهم لمعناه؟ ولهذا كان الصحابة -رضوان الله عليهم- لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلَّموها وما فيها من العلم والعمل.
فالإنسان مثاب ومأجور على قراءة القرآن سواء أفهم معناه أم لم يفهم، ولكن ينبغي له أن يحرص كل الحرص على فهم معناه، وأن يتلقَّى هذا المعنى من العلماء الموثوقين بعلمهم وفي أمانتهم، فإن لم يتيسَّر له عالم يُفْهِمه المعنى؛ فليرجع إلى كتب التفسير الموثوقة، مثل: تفسير ابن جرير، وتفسير ابن كثير، وغيرهما. والله أعلم.
للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-