قصد بالطفل عموما كل إنسان عمره
اقل من 18 سنة ما لم يبلغ سن الرشد بمقتضى أحكام خاصة، فالمعيار هو السن
ولا فارق بين الذكر والأنثى فالمقصود هو الإنسان بصفة مطلقة بقطع النظر عن
جنسه ودينه ولغته، غير أنه إذا كان المشرع لا يفرّق بين الأطفال من جهة
الجنس والدين فإنه يقسّم حياة الطفل إلى ثلاثة أطوار :
مرحلة أولى : ستمتد إلى حدّ بلوغ 13 عاما يتمتع خلالها الطفل
بقرينة قابلة للدحض على عدم قدرته على خرق القوانين وهي قرينة مبناها أن
الطفل في هذه المرحلة مازال عقله في طور التكوين ولا يفرق بين الخير والشر
ولا يعرف ما يجوز وما لا يجوز.
مرحلة ثانية : تمتدّ بين سن 13 عاما و15 عاما ويرى المشرّع
انه من الممكن أن يكون الطفل خلال هذه الفترة قادرا على التمييز وبالتالي
جعل قرينة عدم القدرة على خرق القوانين قرينة بسيطة أي أنها قابلة للدحض
بكل الوسائل.
مرحلة ثالثة : تبدأ من سن 15 عاما إلى سن 18 عاما وفي هذه
الفترة بالإضافة إلى قرينة عدم القدرة على خرق القوانين قرينة بسيطة فقد
أجاز المشرّع تسليط عقاب جزائي على الطفل.
خلاصة القول أن الطفل هو كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة، ما لم
يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه. وهذا المفهوم يجعل كل
من هو دون الثامنة من عمره طفلا تلزمه رعاية الأبوين والأسرة والمجتمع
والهيئات التربوية والتعلمية . وهذا ما يجعل من مسؤولية الأولياء تقع على
كل ما يلحق بالطفل من متابعات طبية وقانونية وتربوية تعليمية... وبالإضافة
إلى هذا المفهوم يمكن القول أيضا أن الطفل كائن حي أعطاه الله الكثير من
الإختلاف عن الكبير وخاصة ما تعلق بالسلوك فرفع عنه الحساب والعقاب وفي ذلك
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتّى
يستيقظ ، وعن الصغير حتّى يكبر ، وعن المبتلى حتّى يعقل "