عذرا لاقتباس العنوان من الكاتب الكبير..ولكن ذلك لأني نسيت فعلا أني امرأة!!!!
متى أنسى أني امرأة..
حين يضيع احساسي بوجودك أيها الرجل..
حين أنسى أنك تعيش معي, وتحيا في الشارع والبيت والعمل, و حتى حينما أفتح شاشة التلفاز باحثة حتى عن ظلك..
ضاع احساسي بوجودك فضاع معه احساسي بانوثتي ولي العذر فاسمعني..ولا تقمع رأيي فقد تفهمني اليوم أو ذات يوم..
أنسى أني امرأة حين لا تكترث لي ولا لتعبي أو ألمي..أنسى أني امرأة حين تحبني وتنسى كل ما عانيته في حبك لتحقق شهوات وأطماعا لا تليق بكل ما وصلنا اليه في حبنا من تضحيات..
أنسى أني امرأة حين تنظر للفتاة فقط على أنها وجه جميل وجسد..ثم تتطور نظرتك و تنسى حتى ذلك و تبدأ في التفكير في ثروتها ومرتبها وميراثها من عائلتها ووو..
ويضيع مع ذلك معنى الرجولة ولايبقى منها سوى شكلك الخارجي هذا ان ساعدتك بيئتك على الاحتفاظ بذلك..
يضيع الاحساس بوجودك أيها الرجل..حين لا تقف أبدا الى جانبي متى أدارت لي دنياي ظهرها..يضيع احساسي ويتحول الى حيرة وذهول..حينما تبحث عن السبل التي تؤدي الى حزني بدل أن تبحث عن أسباب سعادتي..
أضعك أيها الرجل دائما في قفص الاتهام..وأستثني من بني جنسك البعض ممن يراعون فينا الله..أضعك فيه لأنني في ظل وجودك لا أشعر بمعنى حقيقي للأمان..ولا أشعر سوى بمسؤوليات جمة وبأعباء كثيرة ملقاة على عاتقي..وليتك مع كل ذلك تدرك شيئا مما أعانيه..
أليس ذلك بغريب عليك يا ابن آدم..وأنت من الذي من المفروض أن تحميني وتكون سندي في بحر الحياة؟
لماذا اذا أحببتني تسبب في نفسي الخوف بدل أن تزرع فيها الأمان والثقة؟؟لماذا اذا فكرت في كزوجة تنسى أن تفكر أيضا في الزواج نفسه وينعدم كل احساسك فيه بالمسؤولية ..
أليس غريبا عليك اذا تزوجت وتنجب الأبناء أن لا تهتم بتربيتهم وترمي بكل العبء علي أنا وحدي..وانا من من المفترض أن أكون شريكتك..فياليتك تفهم معنى هذه الشراكة..
احداهن ممن أراها مثالا حقيقيا للزوجة العاملة الكادحة..نظرت في حوار معي ذات يوم الى يديها وعقبت في سخرية..
أؤكد لك أن يدي زوجي أكثر نعومة وطراوة من يدي..
ففي ظل أزمة الخادمات الخانقة..وفي غياب زوج متفهم لم تجد تلك السيدة بدا من قول ذلك في موقف أراه يترجم مدى الانهاك النفسي والجسدي الذين تعانيهما اذا كان شريك الحياة لا يشعر بكل ما تقوم به زوجته..
كيف لا أعتب عليك أيها الرجل..وأغلب حالات الطلاق التي نشاهدها في واحد من أنجح برامجنا التلفزية يعود لسبب رئيسي وهو العنف الزوجي..حيث تجد الزوجة الحياة مع رجل من المفروض أن يكون سندها وحامي شرفها وكرامتها أمرا مستحيلا..
احداهن تروي ما عانته حتى ممن كاد أن يكون زوجها..من احساس بالمهانة ..وهنا أعتب عليها أيضا..فليس غرور بعضهم وتبجحه الا نتاجا لعوامل من بينها سلبية الكثيرات وخضوعهن باسم الحب..وياله من حب ذلك الذي ترتكب باسمه جرائم نفسية واجتماعية شتى..
أعتب عليك أيها الرجل لأنني حينما احتجتك الى جانبي لم أجدك..
حينما بحثت فيك عن سعادتي لم أجد سوى شقائي..
حينما رأيت أن غيابك أقل ايلاما لي من حضورك...
حينما يكون بعدك راحة لي من كل شر..وأنا التي طالما اعترفت بأهمية وجودك في حياتي..
فلم أكن يوما ممن يتجاهلون قيمة وجودك في حياتي.
أعتب عليك وفي القلب حرقة..
فكلما أحبك قلبي رفضك عقلي..
وكلما انتشت بك عيناي لفظتك روحي..
وكلما حاولت أن أقنع بك نفسي فشلت في احراز الحد الأدنى من النقاط..
سيدي الرجل...لم تقنعني يوما أنك تستحق معاناتي وتضحياتي فلماذا تلومني على كلامي؟
لماذا تنسى دائما أن تصادقني..وتصغي الى همي وتشاركني؟
وتكون لي الرفيق والصديق؟
وتجعل من حياتي أكثر أمانا مما هي عليه الآن؟
عزيزي الرجل..في رسالتي هذه الكثير من الألم والكثير من خيبة الأمل..
أتهمك أنك من يقف وراء ذلك ولحد كبير..
وأرجوك ..أرجوك..لا ترم كل ذلك على الواقع..فليست تصرفات بعضهن ذنبي فجلهن بلا كرامة فكيف تريدهن أن يحافظن على شيء غائب فيهن أصلا؟؟
ليس ذني وذنب الكثيرات أن من بنات جنسنا من باعت نفسها وقررت أن تكون مجرد شيء..
أدعوك عزيزي الرجل أن تفكر كما فكر آباؤنا من قبل..في زمن نراه نحن قديما..
كان آباؤنا يحترمون أمهاتنا ويشيدون بكل ما يفعلن به من أجلهن..كان الحب بينهم أكثر قدسية من حبنا هذه الأيام..فحبنا
سطحي تافه..لا عقل فيه ولا منطق..ولا مسؤولية أيضا..
أعترف أننا جيل يختلف..
نحن نختلف في الظروف التي كونتنا..
وفي البيئة التي صنعتنا..والأفكار التي نتبناها..لكن..
صدقني أيها الرجل..
المرأة هي المرأة..في كل زمن وفي كل جيل..
مزيج من ضعف يدعوك أن تحوله الى قوة..
واحساس يدعوك أن تتفهمه..
وعقل يدعوك أن تحترمه..
وأفكار تدعوك أن تسمعها وتفكر فيها وتناقشها..
وروح تود فعلا أن تصادق روحك..
عزيزي الرجل..أريدك قبل كل شيء أن تكون صديقي..
لا أن تشبعني بكلمات الغزل التي ما عادت تعني لي الكثير..
أريدك أن تترجم حبك لأفعال ولا تجعل من كلامك كلام العاجزين..
ولا تجعل من حبنا حب مراهقين..فماعاد حب المراهقين يناسبنا وماعدنا نحن مناسبين له..
لقد كبرنا ونضجنا..ونريد ان احببنا أن نحب بعقل..وان فكرنا ان نفكر بحب..وأن نكون في كل ذلك أكثر وعيا
بواجباتنا تجاه من نحب وأكثر تحملا لمسؤولياتنا مع من نحب..
عزيزي الرجل..
أدعوك في كلمة أخيرة..أن تحترم ذاتي مثلما أحترم أنا ذاتك..وأن تقرأ نفسي وتفهمها فقد تجد فيها كثيرا مما يسعدك ..وتأكد
أن سعادتك هي أو لا وآخرا من سعادتها...
كتب اليوم 20 مارس 2010
نسريـــــــــــــــــــــــــــن



شكرا نسرين