نسمة هادئة المديرة العامة
30/03/2011
البلد :
الجنس :
الهواية :
المشاركات : 3198
الموقع : nasamatquiet.yoo7.com
| موضوع: الأرض ..........منتدى نسمات هادئة الثلاثاء 13 مارس 2012, 11:10 am | |
| جعلها الله تعالى مهادًا ذلولاً توطأ بالأقدام وتضرب بالمعاول والفؤوس وتحمل على ظهرها الأبنية الثقال
فهي ذلول مسخرة لما يريد العبد منها
وجعلها بساطًا وجعلها كفاتا للأحياء تضمهم على ظهرها وللأموات تضمهم في بطنها
وطحاها فمدها وبسطها ووسعها
ودحاها فهيئها لما يراد منها بأن أخرج منها ماءها ومرعاها وشق فيها الأنهار وجعل فيها السبل والفجاج
و جعلها ساكنة واقفة وذلك آية أخرى إذ لا دعامة تحتها تمسكها ولا علاقة فوقها ولكنها لما كانت على وجه الماء كانت تكفأ كما تكفأ السفينة فاقتضت العناية الأزلية والحكمة الإلهية أن وضع عليها رواسي يثبتها بها لئلا تميد وليستقر عليها الأنام والحيوان والنبات والأمتعة وتمكين الحيوان والناس من السعي عليها في مآربهم والجلوس لراحاتهم والنوم لهدوئهم والتمكن من أعمالهم
ولو كانت رجراجة لم يستطعوا على ظهرها قرارًا ولا هدوءًا ولا ثبت لهم عليها بناء ولا أمكنهم عليها صناعة ولا تجارة ولا حراثة ولا مصلحة وكيف كانوا يتهنون بالعيش والأرض ترتج من تحتهم واعتبر ذلك بما يصيبهم من الزلازل على قلة مكثها كيف يضطرهم إلى ترك منازلهم والهرب عنها
قال النبي - صلى الله عليه و سلم -: «لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الجبال عليها فاستقرت، فتعجبت الملائكة من شدة الجبال، فقالوا: يا رب هل من خلقك شيء أشد من الجبال؟ قال: نعم، الحديد، قالوا: يا رب هل من خلقك شيء أشد من الحديد؟ قال: نعم، النار. قالوا: يا رب فهل من خلقك شيء أشد من النار؟ قال نعم: الريح. قالوا: يا رب فهل من خلقك أشد من الريح؟ قال: نعم، ابن آدم يتصدق صدقة بيمينه يخفيها عن شماله»
ومن آياتها أن جعلها مختلفة الأجناس والصفات والمنافع مع أنها قطع متجاورات متلاصقة: فهذه سهلة وهذه حزنة تجاورها وتلاصقها وهذه طيبة تنبت وتلاصقها أرض لا تنبت وهذه تربة وتلاصقها رمال وهذه صلبة ويلاصقها أرض رخوة وهذه سوداء ويليها أرض بيضاء وهذه حصا كلها ويجاورها أرض لا يوجد فيها حجر وهذه تصلح لنبات كذا وكذا وهذه لا تصلح له بل تصلح لغيره
وهذه سبخة مالحة وهذه بضدها وهذه ليس فيها جبل ولا معلم وهذه مسجرة بالجبال وهذه لا تصلح إلا على المطر وهذه لا ينفعها المطر بل لا تصلح إلا على سقي الأنهار فيمطر الله سبحانه الماء على الأرض البعيدة ويسوق الماء إليها على وجه الأرض
ولننظر قطعها المتجاورات وكيف ينزل عليها ماء واحد فتنبت الأزواج المختلفة المتباينة في الشكل واللون والرائحة والطعم والمنفعة
فكيف كانت هذه الأجنة المختلفة مودعة في بطن هذه الأم وكيف حملها من لقاح واحد صنع الله الذي اتقن كل شيء لا إله إلا هو
من نوعها هذا التنوع؟ ومن فرق أجزاءها هذا التفريق؟ ومن خصص كل قطعة منها بما خصها به؟ ومن ألقى عليها رواسيها؟ وفتح فيها السبل وأخرج منها الماء والمرعى؟ ومن أمسكها عن الزوال؟ ومن بارك فيها وقدر فيها أقواتها؟ وأنشأ منها ماءها وحيوانها ونباتها؟ ومن وضع فيها معادنها وجواهرها ومنافعها؟ ومن هيأها مستقرًا للأنام؟ ومن يبدأ الخلق ثم يعيده إليها ثم يخرج منها؟ ومن جعلها ذلولاً غير مستعصية ولا ممتنعة؟ ومن وطأ مناكبها وذلل مسالكها ووسع مخارجها؟ وشق أنهارها وأنبت أشجارها وأخرج ثمارها؟ ومن صدعها عن النبات وأودع فيها جميع الأقوات؟ ومن بسطها وفرشها ومهدها وذللها وطحاها ودحاها؟ وجعل ما عليها زينة لها؟ ومن الذي يمسكها أن تتحرك ؟ فتتزلزل فيسقط ما عليها من بناء ومعلم؟ أو يخسفها بمن عليها فإذا هي تمور؟
ومن الذي أنشأ منها النوع الإنساني؟ الذي هو أبدع المخلوقات وأحسن المصنوعات؟ بل أنشأ منها آدم ونوحًا وإبراهيم؟ وموسى وعيسى ومحمدًا ؟ وأنشأ منها أولياءه وأحباءه وعباده الصالحين؟
ومن جعلها حافظة لما استودع فيها من المياه والأرزاق والمعادن والحيوان؟ ومن جعل بينها وبين الشمس والقمر هذا المقدار من المسافة؟ فلو زادت على ذلك لضعف تأثرها بحرارة الشمس ونور القمر؟ فتعطلت المنفعة الواصلة إلى الحيوان والنبات بسبب ذلك؟ ولو زادت في القرب لاشتدت الحرارة والسخونة؟
ومن الذي جعل فيها الجنات والحدائق والعيون؟ ومن الذي جعل باطنها بيوتًا للأموات وظاهرها بيوتًا للأحياء؟
ومن الذي يحييها بعد موتها؟ فينزل عليها الماء من السماء؟ ثم يرسل عليها الريح ويطلع عليها الشمس فتأخذ في الحبل ؟ فإذا كان وقت الولادة مخضت للوضع واهتزت؟ وأنبتت من كل زوج بهيج؟
فإذا حصل الحب في الأرض ووقع عليه الماء أثرت نداوة الطين فيه وأعانتها السخونة المختفية في باطن الأرض فوصلت النداوة والحرارة إلى باطن الحبة فاتسعت الحبة وربت وانتفخت وانفلقت عن ساقين ساق من فوقها وهي الشجرة وساق من تحتها وهو العرق
كل ذلك صنع الرب الحكيم في حبة واحدة لعلها تبلغ في الصغر إلى الغاية وذلك من البركة التي وضعها الله سبحانه
فيا لها من آية تكفي وحدها في الدلالة على وجود الخالق وصفات كماله وأفعاله وصدق رسله فيما أخبروا به بإخراج من في القبور ليوم البعث والنشور
وفي ذلك أظهر دلالة على أنها مخلوقة مصنوعة مربوبة مدبرة حادثة بعد عدمها فقير إلى موجد غني عنها مؤثر فيها غير متأثر قديم غير محدث
تنقاد المخلوقات كلها لقدرته وتجيب داعي مشيئته وتلبي داعي وحدانيته وربوبيته وتشهد بعلمه وحكمته وتدعو عباده إلى ذكره وشكره وطاعته وعبوديته ومحبته وتحذرهم من بأسه ونقمته وتحثهم على المبادرة إلى رضوانه وجنته
فإذا كان يوم الوقت المعلوم وقد ثقلها حملها وحان وقت الولادة ودنو المخاض أوحى إليها ربها وفاطرها أن تضع حملها وتخرج أثقالها فتخرج الناس من بطنها إلى ظهرها
وتقول: يا رب
هذا ما استودعتني وتخرج كنوزها بإذنه تعالى ثم تحدث أخبارها وتشهد على بنيها بما عملوا على ظهرها من خير وشر
| |
|
الدانة مبدعه محترفة
14/04/2012
البلد :
الجنس :
العمر : 35
الهواية :
المشاركات : 160
| موضوع: رد: الأرض ..........منتدى نسمات هادئة الأحد 29 أبريل 2012, 11:03 am | |
| سلمت الايادي طرح مميز يليق بهذا العنفوان تراتيل شكر من القلب على هذا المطر والرذاذ الانيق ارق التحيه | |
|