الثقة بالنفس او الاعتزاز ان تتباهى بما فعلته وبما هو فيك من صفات وتتفاخر بأنجازاتك دون تقليل من شأن أحد[/size]
اما الغرور فهى ان تظن انه لا احد افضل منك وانك الأفهم والأعلم والأكثر خبرة او علما .. الغرور ان تقول للآخرين او تظهر لهم انهم ولا شىء
وان تضرب بقدراتهم وامكاناتهم عرض الحائط غير مباليا الا بنفسك
الغرور ان تظن انك ابو العريف عن جهالة - ولو حتى عن علم لأنه لا احد يملك العلم كله
وهناك دائما من هو اعلم منك فى امور اخرى وبالتأكيد يجب ان تعترف !
ومن تواضع بأعتزاز أيضا و دون ان يبخس حق نفسه - رفعه الله
أسباب الغرور
ولما كان الغرور شدة الإعجاب بالنفس ، فإن أسبابه التي تؤدى إليه وبواعثه التي توقع فيه هي في جملتها أسباب الإعجاب بالنفس ويزاد عليها :
( 1 ) إهمال النفس من التفتيش والمحاسبة :
إذ قد يكون السبب في الغرور إنما هو إهمال النفس من التفتيش والمحاسبة ذلك أن بعض العاملين قد يبتلى بالإعجاب بالنفس
ولإهماله نفسه من التفتيش والمحاسبة يتمكن الداء منه ويتحول إلى احتقار أو
استصغار ما يقع من الآخرين بالإضافة إلى ما يقع منه وبذلك يصير مغرورا
ولعل هذا هو السر في وصية الإسلام بالتفتيش في النفس ومحاسبتها أولا بأول :
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون }
(2) الإهمال أو عدم المتابعة والأخذ باليد من الآخرين :
وقد يكون السبب في الغرور إنما هو الإهمال أو عدم المتابعة والأخذ باليد من الآخرين :
ذلك أن بعض العاملين قد يصاب بآفة الإعجاب بالنفس
ويكون من ضعف الإرادة وخور العزيمة وفتور الهمة بحيث لا يستطع التطهر
بذاته من هذه الآفة وإ نما لابد له من متابعة الآخرين ووقوفهم بجواره
وأخذهم بيده وقد لا يلتفت الآخرين إلى ذلك فيقعدون عن أداء دورهم وواجبهم
وحينئذ تتمكن هذه الآفة من النفس وتتحول بمرور الزمن إلى غرور والعياذ
بالله 0
ولعل ذلك هو السر في تأكيد الإسلام على
النصيحة حتى جعل الدين كله منحصرا فيها وراجعا إليها : إذ يقول الرسول صلى
الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ) قلنا : لمن ؟ قال : الله ولكتابه ولرسوله
ولأئمة المسمين وعامتهم ) ولعله السر أيضا في دعوته إلى التضامن والتعاون
بين المسلمين :إذ يقول الله تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى } ويقول
النبي صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن مرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن يكف
عليه ضيعته ويحوطه من ورائه )
(3) الغلو أو التشدد في الدين :
وقد يكون السبب في الغرور إنما هو الغلو
أو التشدد في الدين ذلك أن بعض العاملين قد يقبل على منهج الله في غلو
وتشدد وبعد فترة من الزمان ينظر حوله فيرى غيره من العاملين يسلكون المنهج
الوسط فيظن لغفلته أو عدم إدراكه طبيعة هذا الدين أن ذلك منهم تفريط أو
تضيع ويتمادى به هذا الظن إلى جد الاحتقار والاستصغار لكل ما يصدر عنهم
بالإضافة إلى ما يقع منه وذلك هو الغرور
ولعل ذلك هو بعض السر في دعوة الإسلام إلى الوسطية بل وتحذيره من الغلو أو التشدد في الدين :
إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم
للرهط الذين عزموا على التبتل واعتزال الحياة: ( أنتم قلتم كذا وكذا : أما
والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكنى أصوم وأفطر وأصلى وأرقد وأتزوج
النساء فمن رغب عن سنتي فليس منى ) ويقول : ( هلك المتنطعون ) قالها ثلاثا
يعنى : المتعمقين المجاوزين الحدود في أقوالهم ( إياكم والغلو في الدين
فإنما هلك من قبلكم بالغلو في الدين ) ( إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد
إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا 000 الحديث )
(4) التعمق في العلم لاسيما غرائب وشواذ المسائل مع إهمال العمل :
وقد يكون السبب في الغرور إنما هو
التعمق في العلم لاسيما غرائب وشواذ المسائل مع إهمال العمل :ذلك أن بعض
العاملين قد يكون كل همه التعمق في العلم لاسيما غرائب وشواذ المسائل مع
إهماله العمل وربما لاحظ أثناء طرح هذه المسائل غفلة بعض العاملين عنها
وعدم إلمامهم بها إنما لأنها ثانوية لا يضر الجهل بها وإما لأنه لا يترتب
عليها عمل فيخطر بباله أن هؤلاء لا يتقنون من مسائل العلم شيئا وإن أتقنوا
فإنما هو قليل في جانب ما لديه من الغرائب والشواذ وما يزال هذا الخاطر
يتردد في نفسه ويلح عليه حتى يتحول إلى احتقار واستصغار ما لدى الآخرين
بالإضافة إلى ما عنده وذلك هو داء الغرور 0
ولعل ذلك هو السر في دعوة الإسلام إلى
أن يكون السعي في طلب العلم دائما حول النافع والمفيد إذ كان من دعائه صلى
الله عليه وسلم( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس
لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها ) بل وفي تأكيده على أن يكون هذا العلم
مقرونا بالعمل وإلا كان الهلاك والبوار إذ يقول الله سبحانه وتعالى : { يا
أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما
لا تفعلون }
{ أتأمرون الناس بالير وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون }
(5) الوقوف عند الطاعات مع نسيان المعاصي والسيئات :
وقد يكون السبب في الغرور إنما هو
الوقوف عند الطاعات مع نسيان المعاصي والسيئات ذلك أننا جميعا بشر وشأن
البشر سوى النبيين الصواب والخطأ وإذا غفل العامل عن ذلك فإنه كثيرا ما يقف
عند الطاعة أو الصواب في الوقت الذي ينسى فيه المعصية أو الخطأ وتكون
العاقبة الإعجاب بالنفس المقرون باحتقار ما يقع فيه الآخرون إلى جانب ما يصدر عنه وهذا هو الغرور
ولقد لفت المولى سبحانه وتعالى النظر
إلى هذا السبب أو إلى هذا الباعث وهو يمدح صنفا من المؤمنين يؤدى الطاعة
ويخاف أن يكون قد وقع منه ما يحول بينه وبين قبولها فقال : { إن الذين هم
من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا
يشركون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك
يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون } تقول عائشة رضى الله تعالى عنها قلت
يا رسول الله : ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ) هو الذي يسرق ويزني
ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل ؟ قال : ( لا يا بنت الصديق ولكنه الذي
يصلى ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل )
(6) الركون إلى الدنيا :
وقد يكون السبب في الغرور هو الركون إلى الدنيا : ذلك أن بعض العاملين قد يفطن إلى أنه مبتلى بآفة الإعجاب بالنفس
بيد أنه لركونه إلى الدنيا وانغماسه فيها ربما يعتريه الكسل فلا يستطيع أن
يجمع همته لمداواة نفسه بل قد يأخذ في التسويف وتأخير التوبة وبمرور الزمن
يتحول الإعجاب بالنفس إلى داء أكبر وأبعد ألا وهو الغرور
وقد لفت القرآن الكريم النظر إلى هذا
السبب أو إلى هذا الباعث من خلال ذم الدنيا والتحذير منها إذا اتخذها الناس
هدفا أو غاية فقال { اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر
بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج
فتراه مصفرا ثم يكون حطاما }
{ واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء
أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان
الله على كل شئ مقتدرا } { إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا
واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا
يكسبون }
8- مبالغة بعض العاملين في إخفاء ما يصدر عنهم من أعمال :
وقد يكون السبب في الغرور إنما هي مبالغة بعض العاملين في الإخفاء ما يصدر عنهم من أعمال :
ذلك أن بعض العاملين قد يحمله الحرص على
تحقيق معنى الإخلاص إلى أن يبالغ في إخفاء ما يصدر عنه من عمل فلا يظهر
منه إلا أقل القليل وربما لا حظ أو رأي بعض من لم تتضح تربيتهم بعد هذا
الذي يظهر فقط فيتوهم أن عمل هؤلاء قليل في جنب عمله ويظل هذا الوهم يساوره
ويلح عليه حتى يقع في أحبولة الإعجاب بالنفس ثم الغرور .
ولعل دعوة الإسلام إلى إبراز الأعمال
الطيبة والتعرض بها للناس فوق كونها تحريضا لهم على الإقتداء والتأسي فيها
إشارة إلى هذه السبب أو إلى هذا الباعث مع بيان طريق الخلاص منه : إذ يقول
الله تعالى:
{ إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم.... .....}.
وإذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم _:
( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة ).
( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شئ .... الحديث )
[/size]واخير اوصيكم واوصى نفسى بعدم الغرور والتواضع لله سبحانة وتعالى
واسال الله لكم الجنة
[/size][/size]