يولد
الطفل كالصفحة البيضاء يتمتع بالنقاء فى كل شئ و لا يعكر صفو هذا النقاء
إلا اساليب تربيته و الظروف المحيطة به. و من العادات السيئة التى قد
يكتسبها الطفل عادة الكذب .
إنَّ
الطفل في المرحلة الأولى من عُمره قد يمارس الكذب ، بأن يختلق قصصاً لا
وجود لها ، كما أن يتحدَّث لأقرانه عن شراءهم لمنزل جديد ، أو يتحدث لأمّه
عن مغامرات خيالية حدثت له فى طريقه من المدرسة .و هناك ايضاً نوعاً آخر
من الكذب وهو إخفاء الحقيقة عن الآخرين ، مثل ادَّعاء الطفل أن صديقه قد
كسر الزجاجة ، أو نكرانه لضرب أخته ، لأنه يخشى العقاب وكل هذه الأنواع من
الكذب ليس من الطبيعي وجودها عند الأطفال ، لأن الصدق غريزة تولد معه ولا
يدفع الطفل إلى الكذب إلا لوجود سبب يدفعه إلى استخدام الكذب .
أسباب الكذب عند الأطفال وآثاره :
الخوف وعدم الشعور بالأمان:
عندما
تسأل الام طفلها عن من كسر الزجاجة أو إذا كان قد ضايق اخيه الصغير ، فلا
يقول الحقيقة ، ويدَّعي براءته من هذه الأفعال ، في حين أن نفسه تنزع لقول
الصدق ، ولكن خوفه من تعرُّضه للعقوبة يجعله ينكر الحقيقة ، وهكذا كلما
ازداد الوالدين في حِدَّتهما وصرامتهما كلَّما ازداد الكذب عند
الطفل .فعندما نستخدم أسلوب المحقق مع الطفل أو نستخدم العقاب الشديد أو
اللوم و الصراخ بصوتٍ عالٍ عندما يتصرف بشكل خاطئ , فيكذب في هذه الأحوال
للدفاع عن نفسه لكى يتجنب العقوبة. لذلك لا تلجأى الي العقاب العنيف و
اتجهى للكلام مع طفلك و اشرحى له اسباب غضبك و وجهة نظرك و إجعلى العقاب
دائما بحساب و على حجم الخطأ .
جذب الانتباه :
حين
تسمع الأم طفلها في المرحلة الأولى من عمره يتحدَّث لها عن قصص و مغامرات
خيالية و أمور لا واقع لها ، فإن سببه يرجع إلى حرصه في أن يحتلَّ موقعاً
خاصاً عند والديه اللذين لا يصغيان إليه حين يتحدّث إليهما كالكبار فيلجأ
للقصص الخيالية لكى يجذب الانتباه , لذلك تعودى على الاصغاء لطفلك و إعطاؤه
الاهتمام الكامل حتى لو كان كلامه تافها من وجهة نظرك.
ألا نسمح له بقول الحقيقة:
على
سبيل المثال موقفاً قد نحتار فيه، عندما يعبر الطفل لأمه عن كرهه لأخوه
الجديد، يقولها لشعوره بالغيرة منه، قد تضربه أمه لقول الحقيقة وتقول له:
عيب لا تقل هذا الكلام، أما إذا لف ودار وساير أمه، وأعلن كذبة واضحة بأنه
حالياً يحب أخاه قد تكافئه أمه بحضنه أو قبلة فيستنتج الطفل أن الحقيقة
تؤذي، وأن الكذب مفيد ويجعل الأم تكافئه، إذن فهي تحب الكذبات الصغيرة ,
لذلك اتركى طفلك يعبر عن رأيه و تناقشى معه لكى يغير رأيه عن إقتناع لكن
يجب عليك ان تدعمى شخصيته و تشجعيه على التفكير و تكوين أراؤه الخاصة
بمساعدتك .
الكذب الخيالي:
و
هو يعبر عن رغبات الطفل و عن امنياته فقد يعطي الطفل لنفسه ما يحتاجه من
(الأمان) أو يتمناه من (الحنان) أو (الهدايا) من خلال الكذب الخيالي،
فأكاذيبه هنا تتحدث عن مخاوفه وآماله، عندما يقول الطفل إن دميته قد اهدت
إليه سيارة حقيقية كسيارة والده، يمكن أن ندرك رغبته و طومحاته في ذلك،
فتفهمى ذلك و قولى له:أنت تريد يكون عندك سيارة مثل سيارة أبيك.. صح, عندما
تكبر ستعمل و تشترى سيارة مثلها)، وهكذا مع مختلف الكذبات التي من هذا
النوع.. أظهرى تفهمك لما خلف الكلام من المشاعر والمعاني، وساعديه على
إظهارها والتعرف عليها وقبولها منه شاركيه في خيالاته ودعيه يتحدث عن
خيالاته هذه أو ان يكتبها.، واحذرى من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها كثير
من الآباء، سواء من السخرية بهذه الكذبات أو نهره عن هذا الكلام أو اتهامه
بالكذب.
عندما يكذب الابوين:
وهذه
مصيبة كبيرة في الحقيقة، قد يجد الابن والده يكذب على أمه، وأمه تكذب على
والده ، والاثنان يكذبان عليه أو على إخوته... وهكذا، فيتربى الابن و هو
يرى مثله الأعلى يكذب فيرث الابن الكذب ويكتسبه من البيت ، وفضلاً عن أن
يكون كذاباً فهو يفقد الثقة بأحاديث والديه معه ,بل المرّ والمؤلم أنه يفقد
الثقة حتى في عواطفهم، ويفقد احترامه وتقديره لهما و قد يؤدى هذا الى
اضطراب و تغيير سلوك الطفل بشكل عام , لذلك يجب علينا توجيه أنفسنا للصدق
أولا قبل ان نطلبه من ابنائنا .