نسمة هادئة المديرة العامة
30/03/2011
البلد :
الجنس :
الهواية :
المشاركات : 3198
الموقع : nasamatquiet.yoo7.com
| موضوع: ازاى تنمى القيم والاخلاق لدى طفلك الأحد 04 ديسمبر 2011, 7:35 am | |
|
كانت شهيرة تحكي في سعادة كيف ان رأس ابنها أحمد (3 أعوام) ارتطمت بشدة بالحائط و بالطبع سعادتها لم تكمن في آلام ابنها و لكن قي الجانب المشرق من الخبر و هو ان الحادثة دفعت اخيه كريم ذو العامان في مواساته سريعا و ذلك بأن احضر له كأس من الماء و عرض عليه كتابه المفضل .."أرنوبه؟ .. أحمد" "اعجبت جدا بتصرف كريم السريع.. اندهشت ان طفل صغير كده , ممكن يقوم بتصرف كبير كده" وتضيف : "كريم عرض على أحمد الترفيه ليوقفه عن التفكير في الألم". يهدف الآباء الى عدة محاور عند تربية أطفالهم ، من اهمها على الاطلاق هو ان يكون طفل صالح يعرف الصواب والخطأ ، ان يكون متعاطف مثل الطفل كريم الذي آمن بالقاعده الذهبية حتى و لم يعرف بعد ما هي. التمتع بالاخلاق الطيبة ليس سهل المنال. معظم الآباء يعرفون ذلك و يؤرقهم دائما التفكير في كيفية القيام بغرس القيم في اطفالهم. يجب ان يتشدد الآباء قبل أي تفكير و أي ارشادات في أن يكونوا قدوة تحتذى أمام اطفالهم، يقول أحد أطباء الطب النفسي "أسهل طريق لتربية طفل ذو اخلاقيات هو ان تكون ذو اخلاقيات" . اذا كنت صادق وصريح و تهتم بالآخرين .. هكذا سيشب طفلك ..ويبدو ان البشر يميل بشكل فطري الى التصرف بشكل تقمصي ؛كبكاء جميع الأطفال عندما يبكي احدهم بين المواليد الجدد في حضانه المستشفى.
ينشعل الآباء دائما بغرس القيم الاخلاقيه في ابنائهم. و اذا وضعنا في عين الاعتبار النبض السريع لكل شئ في هذا العصر و مع تضاؤل وجود نماذج صالحة يحتذي بها طفلك و بالاضافة إلى تزايد اعمال العنف، فإن التمكن من تنشئة طفل ذو قيم اخلاقية قد ازداد صعوبة. بتنا نستمع كثيرا إلى الجرائم التي يكون مسببيها اطفالا. على الاباء ان يكونوا على تمام الدراية ان الاطفال في اقل اعمار لهم يكونوا قادرين على تعلم الاخلاقيات و اتباع الاوامر . يتفق علماء التربية على انه يجب على الطفل ان يكون مسؤلا غن افعاله و ان يكون عنده الوعي المعرفي بين الصواب والخطأ ، بعباره اخرى ، ان يعرفون في عقولهم وكذلك يشعرون بقلوبهم ان ما فعلوه كان خطأ. و. هذه الاخلاق لا تتكون بين يوم و ليلة ، ولكن ببطء وعلى مر الزمن. ووفقا لاحدث البحوث ، أن جذور الاخلاق الاولى تتكون في الأشهر الأولى من حياة الرضيع، من يوم ولادته. يمكننا البدء بزرع القيم في وقت مبكر من العمر حيث ان الطفل يقوم بمحاولة فهم شعور الاخرين في شهوره الاولي.. و من اول المشاعر التي يشعر بها الطفل هي التعاطف.. كما هو الحال في محاولة مواساة طفل آخر و هذا يبدأ قبل سن الثانية.. . و في هذه المرحلة ستكون ردود افعال الطفل متمركزه حول نفسه كاعطاء الطفل الآخر لعبتي لإسعاده مع العلم ان لعبته موجوده في نفس الغرفة.. و مثل الطفل كريم حيث انه عرض على أخيه كتابه هو المفضل و ليس كتاب أحمد المفضل.
تتكون الاخلاق ايضا من قواعد اخرى اساسية بجانب الاهتمام بالآخرين. ان الاساءه الى طفل اخر ، على سبيل المثال ، لا يجب ان تغفل ابدا في اي موقف. ان معالجة مثل هذا الحدث تتوقف على عمر طفلك.. عند قيام طفل العام الواحد بفعل كالضرب او العض.. فببساطة نقول له بحزم "لا" و نقوم بحمل الطفل بعيدا من هذا الوضع. و لكن علينا بعد ان يكبر الطفل و يكون بامكانه استيعاب الحديث اللغوي ان نقوم بتوفير مزيد من التفاصيل. كأن تقول مثلا "نحن لا نضرب في هذه الاسرة"
تزداد اخلاقيات و قيم الطفل نموا مع مرور الوقت، حيث ان الطفل بين عمر السنة و السنتين يعلم ان هنالك قواعد يجب ان تتبع ولكنه عادة ما يتبعها في وجود الكبار فقط. بعد عمر الثانية يبدأ الطفل باتباع القواعد حتى في عدم وجود الكبار. و الطفل مثله مثل البالغين ليسوا مثالييين بالرغم من علمهم الصح من الخطأ.
لن تتمكني من ان تعلمي طفلك الاخلاقيات و القيم بالقوة و لكن يمكنك الأخذ في الاعتبار النقاط التالية لمساعدته على التوجه في الاتجاه الصحيح :
1. حددي اهدافك الهامة في تربية طفلك ثم قومي بتعزيزها عنده .. فإنك اذا كنتي ممن يقومون بالاشتراك في الاعمال الخيرية التطوعية و قمت باصطحابه معك إليها.. لاحفا سيفعل ذلك بنفسه. اذا كنت ممن يقولون لفظ غير لائق عند اصطدام قدمك بالرصيف ماذا تتوقعين طفلك ان يقول عندما يصدم قدمه بالرصيف؟.
2. قومي بالثناء على طفلك بحرية. تجاهلي السلوك الذي لا تريديه عمله و اثني على ما يفعله من تصرفات تريدي منه ان يفعلها. بدلا من ان تنتقدي غرفة الطفل الفوضوية فلتجامليه على ركن من أركانها المرتبة . استخدمي كلمة "لا" بحكمة ، والا فان الطفل سيشعر أنه دائما يفعل شيئا خطأ ، فمثلا اذا اردت أن تعلمي طفلك المشاركة عليك أن تثني على تصرفه عندما يقوم بها بدلا من الاكتفاء بتوبيخه عندما يتردد في فعلها.
3. استفيدي من المواقف التي تساعد في التعليم. اذا وجد طفلك ورقة بعشرة جنيهات في الشارع، تحدثي معه عن قيمة النقود و ادخلي معه إلى المكان التي وجد به النقود و اذهبي معه لتركها مع مدير المطعم أو المحل حتى يجدها من اضاعها فى حالة ما عاد ليبحث عنها. 4. قومي بمشاهدة ما يشاهده طفلك. الأفلام والتلفزيون والعاب الكمبيوتر قد تقوم بزرع بعض السلوك الغير اخلاقية عنده. اذا شاهد الاطفال العنف دون إشراف قد تضلل هذه المشاهد وجهات نظرهم حول كيفية التعامل مع الآخرين . إن الاطفال عفويين لذا فهم في أمس الحاجة للتوجيه المتواصل لتكوين العادات الطيبة لديهم، و هذا لن يحدث إلا في وجود شخص عطوف و محب بجانبهم يرعاهم و يعلمهم كيفية اللعب بطريقة صحيحة ، آمنة و عادلة مع الغير و أن لكل منا دوره و أنه يجب إعادة وضع الاشياء في مكانها بعد الاستخدام ، وان علينا التحدث للكبار باحترام : "
5. مناقشة النتائج. يمكنك ات تقولي موضحة: " انظر كم هي حزينة هايدي لأنك كسرت لعبتها المفضلة". ويمكنك ايضا ان تشركيهم معك في اختيار عقوبات عادلة لتصرف معين .. - على سبيل المثال ،"لن تشاهد التلفزيون اليوم" هذا يعود الطفل على أن رأيه ذو قيمة و أن صوته مسموع. يمكنك السماح له باختيار ما سنتناوله على الغداء، هذه القرارات البسيطة ستمكنه لاحقا في حياته من أخذ قرارات اخلاقية ذات قيمة أكبر. اذا لم يتمكن من أخذ القرار بشأن الجيلي و الكورن فليكس في عمره الثاني، كيف نتوقع منه أن يستطيع أخذ قرار الامتناع عن التدخين و هو في سن المراهقة.
6. ساعدي طفلك دائما على رؤية الامور من وجهة نظر الشخص الآخر. إذا قام الطفل برمي لعبه على اخته مثلا حاولي التعبير عما شعرت به أخته.. كقول "أوه كم هذا مؤلم، كيف كنت ستشعر لو فعل أحد بك هذا [size=9]". قد تسألي طفلك ايضا في موقف آخر" كم هو محزن ان تشعر انك فقدت لعبتك المفضلة و كم ستكون سعيد اذا ما اعادها إليك أحد"
وفي النهاية ، فإن الاختبار الحقيقي ما اذا كنا قد أنشأنا طفل اخلاقي ام لا هو كيف سيتصرف في عدم وجود والده و والدته.. بالموده و بحب مساعدة الآخرين الذين لم يكونوا محظوظين مثله.. هذا هو ما يجب ان نفخر به!! [/size] | |
|